هبة أحمد الحجاج
لطفاً ،أعطني لحظةً من وقتكَ ، ولنتذكر مرحلةَ الطُفولةِ لكل شخصٍ فينا، أَتذْكُرْ ماذا كان شعوركَ عندما كان والديّك يأتون إليك بالهدايا وأغلبها تكون ” دمى”؟ هل خطر على بالكَ ولو لحظة من الزمن أن تعلمَ ما معنى كلمةُ ” دمية “؟
أم أنك استنبطتْ معناها من خلالِ تعاملك معها، ولا شك أنك قضيتَ معظم طفولتك معها .
حسناً ، قد تستفيدُ من هذا المقال ما معنى الدمى ، ولاحظ أنني قلت لك قد ولم أُؤكد ، ” ما علينا” .
الدُمى ” هي جسمٌ بلا روحٍ يُمثل طفل إنسان أو أي شكل آخر له علاقة بالإنسان، وأحيانا تحتوي على ملامح مستوحاة من الحيوانات أو مخلوقات خيالية” . ظهرت الدمى إلى الوجود منذ بدايات الحضارة البشرية وتمت صناعتها من العديد من المواد كالحجر، الخزف، الخشب، العظم، الورق والقماش، البورسلين، المطاط والبلاستيك.
إذن الدمى ” جسمٌ بلا روح يمثلُ طفل ، إنسان أو أي شكلٍ آخر .
أي أنك عندما كنت طفلًا صغيرًا تقومُ بتحريك لعبة من اتجاهٍ لآخر وتقومُ بإطعامها الطعام الذي أنت تعتقدُ أنك تحبه ، فتعتقد أنك تحبه فالبتأكيد هي ستحبه، وتقومُ باختيارِ الملابس التي سترتديها، وكلٌ شخصٍ له ذوقه ، وكل ذلك من باب ” أنا أحبها فمن الطبيعي جدًا أنها تُحبه”!
سأجيبُ على سؤالك الآن ولكن سأشرحُ لكَ لاحقًا،
الإجابة ” من قال لك ذلك” ؟!
أنت الآن كإنسان جسمٌ بلا روح ، عندما تذهبُ مع أطفالِك الصغار لتشاركهم لحظاتهم بحضورك المسرحيات ، هل تجلسُ حزينًا أم سعيدًا عند مشاهدة مسرحيات ” الدمى”؟ هل فكرت يوماً أن تسأل نفسك ، ما الفرق بيني وبين تلك الدمى التي يحركها أشخاص ويتكلم عنها أشخاص أيضًا؟ حسنًا أنا سأجيبك ،
قلتُ لكَ في المقدمةِ ، الدُمى ” جسمٌ بلا روحٍ لكن أنت جسمٌ ويوجد فيكَ روح ، لكن هل ياترى ، تتشابهون في الأعمال ؟!
إن كنتَ لا تعلمْ فتلك مصيبةٌ وإن كنت تعلمُ فالمصيبةُ أعظمُ .
أولاً إسأل نفسك ،عندما أنهيتَ المرحلة الثانوية العامة هل دخلتَ تخصصك الذي تُريده ؟ أم هم الذين اختاروه؟
عندما انهيتَ مرحلتكَ الجامعية هل أنت الذي حددت مكان العمل الذي ستعمل به ، أم كالمعتاد هم الذين اختاروه؟
عندما أردت أن ترتبط بشريكة الحياة ، أخترتها أنت بعقلك وبقلبك ، وقلت في قرارتِ نفسك هي التي ستخففُ عني عبء الحياة ، أم هم الذين قالوا وقرَروا أنها مناسبة .
سيارتُك أنت الذي اخترتها وأُعجبت بها ، أم هم الذين دُهِشوا بها وقالوا ” فرصةٌ لا تعوض” وبالتأكيد إذ اختاروا السيارة أيضًا قرَرُوا الألوان التى تُناسبهم أكثر .
والآن انظر إلى ساعة يدك أو حتى خاتمك، من الذي اختارهم؟
قرر قبل أن تنتهي المسرحية ويُسدلَ الستار ، هل تُريد أن يُصفقوا لكَ بحرارةٍ لأنهم متأكدين أنهم لا يصفقوا للدمى بل للأشخاص الذين استخدموا الدمى لتحقيقِ أهدافهم وينالوا رضى أنفسهم قبل الجمهور.
أم تُريدُ أن تكون كالدمى، عندما تنتهى المسرحية
يضعونها في المخزن لأن دورها انتهى وبأسوء الأحوال
يستبدلونها بِدمى آُخرى
الـ “لا” التي تُلفظ عن قناعة عميقة أفضل من الـ “نعم” التي تُلفظ لمجردِ الإرضاء، أو أسوء من ذلك، لتجنبِ المتاعب .
المهاتما غاندي
أنت من تختار أن تكون قوياً أو ضعيفاً في الحياة .. أنت صاحب القرار.
آل باتشينو
الذي لا يملكُ ضربةَ فأسهِ لا يملكُ قرارَ رأسِه.