22 Jul
عيدُ العمالِ بلا عمل عبءٌ لا يُحتمل


 الكاتبة:- هبة أحمد الحجاج 


يقول أحمد شوقي:

سَعيُ الفَتى في عَيشِهِ عِبادَه

وَقائِدٌ يَهديهِ لِلسَعادَه

لِأَنَّ بِالسَعيِ يَقومُ الكَونُ

وَاللَهُ لِلساعينَ نِعمَ العَونُ

فَإِن تَشَأ فَهَذِهِ حِكايَه

تُعَدُّ في هَذا المَقامِ غايَه

كانَت بِأَرضٍ نَملَةٌ تَنبالَه

لَم تَسلُ يَوماً لَذَّةَ البَطالَه

وَاِشتَهَرَت في النَملِ بِالتَقَشُّفِ

وَاِتَّصَفَت بِالزُهدِ وَالتَصَوُّفِ

لَكِن يَقومُ اللَيلَ مَن يَقتاتُ

فَالبَطنُ لا تَملُؤهُ الصَلاةُ

وَالنَملُ لا يَسعى إِلَيهِ الحَبُّ

وَنَملَتي شَقَّ عَلَيها الدَأبُ

فَخَرَجَت إِلى اِلتِماسِ القوتِ

وَجَعَلَت تَطوفُ بِالبُيوتِ

تَقولُ هَل مِن نَملَةٍ تَقِيَّه

تُنعِمُ بِالقوتِ لِذي الوَلِيَّه

لَقَد عَيِيتُ بِالطَوى المُبَرِّحِ

وَمُنذُ لَيلَتَينِ لَم أسَبِّحِ

فَصاحَتِ الجاراتُ يا لَلعارِ

لَم تتركِ النَملَةُ لِلصِرصارِ

مَتى رَضينا مِثلَ هَذي الحالِ

مَتى مَدَدنا الكَفَّ لِلسُؤالِ


العملُ وما أدراكَ ما العمل ؟!

هنالك عدةُ أقاويلَ عن العملِ منها :

“العملُ يُزودُنا بمناعةٍ ضد الألم”.

” لا قياسَ للإنسانِ أفضلَ من عملهِ، كُلما عملتَ أكثر، عشت أكثر” .

وقالَ لي والدي ذاتَ مرة : إن أفضلَ طريقةٍ لتقديرِ عملكَ، هي أن تتخيل حياتكَ من دونه.


وهذا الذي حصلَ يا والدي في وقتِنا الحالي ، ولكنَّنِي للأسف لم أتخيلْ بلا عشتُ ذلك الواقعَ المخيفِ والكئيبِ والمُريبِ في نفسِ الوقت .

عندما كنتُ صغير، كنتُ أحلم أيضًا بالعملِ وأنا لا أعلم ،

فمنْ مِنَّا لم يحلمُ أن يكونَ طبيبًا وسرحَ في خيالهِ وهو يعالجُ هذا المريض، ويُخففُ عن ذاك المريض، ويركضُ مسرعًا إلى غرفةِ العلميات حتى يساعدَ في إنقاذِ مريض ، من مِنَّا لم يحلمُ أنه مهندس؟ يقفُ على المشاريعِ، ويرسمُ المخططاتِ، ويبني بيتًا لهذا الشخص، ومستشفى للمرضى ، منْ مِنَّا لم يحلمُ أن يكونً صحفيٌ ينقلُ الأخبارَ لكلِ العالم، يُواكبُ المستجداتِ ويضعُ العالمَ في قلبِ صورةِ الحدث.

نعلمُ حُلُمنا وسعينا لأجلِ ذلك ، دَرسنا وتَعِبنا ، أنهينا مرحلةَ الثانويةِ العامة، ودخلنا الجامعات وتخرجنا، ودخلنا معتركَ العمل ، وفي كلِ مرحلةٍ كُنا ندخلُ فيها كُنا فَرحين بأننا نقتربُ من تحقيقِ أحلامنا، طُموحاتنا، إنجازاتنا ، كُنا سَعيدين أن نصلَ إلى حُلمنا وطُموحنا الذي كَبُر معنا منذُ الصِغر، لم يكبُر فقط وترعرع .

وعندما بدأنا بتحقيقِ طُموحاتنا وأمْسكنا بمفتاحِ الطموح ” العمل”، اجتاحتْ غيمةٌ سوداءُ شمسُنا المُضيئة والمُتوهجةِ بالعطاءِ والحماس والإندفاع لتحقيقِ الأحلام .

ألزمتنا بيوتنا وأجبرتنا على التوقف المؤقت عن تحقيقِ أحلامِنا وإنجازاتنا ، وكأن هذه الأزمة تقولُ لنا “الهدفُ النهائي للحياة هو الفعل، و ليس العلم، فالعلمُ بلا عملٍ لا يساوي شيئاً، نحن نتعلمُ لكي نعمل”.

نعم هذا صحيح ، أولُ شيءٍ أساسي لتحقيقِ النجاحُ على الدوام، هو العمل المستمر و المُنتظم.


وها هو عيدُ العمال، يُطل علينا ويُذكرنا بأعمالنا، لا أعلمُ هل أتى يُواسينا ويُصبرنا ويقولُ لنا “تلكَ هي متعةُ العمل، فلا شيء يجعلنا سعداء سِوى أن نرى أنفسنا ونحنُ نُنجزُ شيئاً ذا معنى".

لا تتذمر من عملكَ مجددًا حتى وإن لم تنم أُسبوعاً كاملاً ، استيقظ مبكراً والبس وتهندم له وكأنك في مقابلةٍ مع حبيب.

أم يا تُرى يُريدُ أن يقول لنا ” حياةٌ بلا عمل عبءٌ لا يُحتمل”

وفي كِلا الحالتين لا تتذمر من عملكَ، اتفقنا


شدة وستزول بإذن الله، ولا يُمكن أن ننسى في يومِ العمل


وكيف لنا أن ننسى عيدكم؟! فهل ننسى فضلُ صُناع وبُناة الوطن، كلُ عامٍ وأنتم بألفِ خير، كلُ عامٍ و وطننا مُزدهرٌ بكم، كلُ عامٍ وبلادي قويةً وعظيمةً بعُمالها الكِرام.





تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.