الكاتبة:- هبة أحمد الحجاج
ونحن على مقاعدِ الدراسةِ كانَ يَترددُ على آذاننا جملٌ عديدة ولكن التي قد تكون رَسخت في أذهاننا ، وقد يكون السبب أنها قد أثبتت لنا، وهي ” أن العالم قرية صغيرة” والسبب كان الإنترنت، ولكن في سنة 2020 أُثبتت لنا هذه المقولة بشكلٍ آخر ” أن العالم قرية صغيرة ” ولكن هذه المرة بفيروس الكورونا.
فيروس الكورونا” مرض فيروس كورونا (كوفيد-19) هو مرض معدٍ يسببه فيروس جديد لم يُكتشف في البشر من قبل.
ويسبب الفيروس مرض الجهاز التنفسي (مثل الأنفلونزا) المصحوب بأعراض مثل السعال والحمى، كما يسبب الالتهاب الرئوي في الحالات الأشد وخامة. ويمكنك حماية نفسك بالمواظبة على غسل اليدين وتحاشي لمس الوجه.
هذا الفيروس ، أصبحَ وكأنهُ ذبابة صغيرة أو حتى ريح هبت على العالم بأسره.
أدت إلى إغلاقِ المطارات والخطوط الجوية، والسكك الحديدية تُقطع، والمدارس والجامعات تُقفل أبوابها ….إلخ.
أصبحتُ أرفعُ الشعار وأُلوح فيه في الأفق عاليًا ” خليك بالبيت لتكن في مأمن من غدر الكورونا “.
قد يكونُ هذا الشعار يُزعج البعضَ من الآخرين ، وقد يؤدي بهم إلى الضجر ، البعضُ قد يقول : أنا لا أستطيعُ أن أتحملَ الجلوس في المنزل، وهناك من قد يقول لا أفهم لماذا اجلس! …. إلخ، والكثير من التساؤلات قد تُثيرُ الضجر .
ولكن أنا أقول لك:
خليك بالبيت لكي نَصّنع قارب النجاة وننجو جميعًا .
خليك بالبيت لكي تَجّمع أنت وأسرتكَ على سفرةِ رمضان بإذنِ الله لا فاقدين ولا مفقودين ، كلُ عامٍ وأنتَ بخير لم يبقى سوى بضعةُ أسابيع على هذا الشهر الفضيل.
خليك بالبيت حتى نعود و نجتمعُ جميعًا ونكون جنبًا
إلى جنب في الطرقات، في المقاهي، في المطاعم ننتظرُ أن يعلنَ حضرةُ قاضي القضاة أن غدًا ” أول أيام شهر رمضان المبارك ” فتنتشرُ الفرحةُ والبهجة إلى جميع أنحاء مملكتنا الحبيبة .
وأنتَ تعرفُ حق المعرفة، شهرُ رمضان حلو بلمة الحلوة .
خليك بالبيت ، حتى تذهب ابنتك وابنك إلى المدرسة وإلى الجامعة ويكملوا تعليمهم .
وها قدْ أتى موعدُ الربيع، موعد تَفتح الورود، وتَتزينُ الطرقات والشوارع والأماكن باللون الأخضر ، وكأنها عروسٌ ارتدت فستانها الأخضر لكي تزداد جمالًا أكثر فأكثر .
إنها محنةٌ وسَتزولُ بإذنِ الله، فقريبًا تَرتفعُ درجاتُ الحرارةِ وتَهبُ رياحُ الصيف ويَختفي الوباء ،
ونصبحُ نُخطِطُ لرِحلاتنا المُعتادة ، ونَتجولُ في الشوراعِ لكي نشتم نسائمَ الصيف الجميلة ، التي تبعثُ فينا الأمل والنشاط المتجدد ، نعود إلى عاداتنا وعلى رأي المثل ” الله لا يقطعها من عادة ” نجلسُ على أرْصِفة الشوراع نتناول سندويشات الفلافل والحمص وأحيانًا الشاورما ومُقابلنا أشخاص آخرين يجلسون في سياراتهم يشربون العصائر المثلجة ويفصفصون البزر للتسلية.
ويهلُ علينا شهرُ رمضان، حيث الرحمات والبركات ، ونخرج جميعًا نزينُ الطرقاتِ بالفوانيسِ ، وتَفْتحُ المساجدُ أبوابها ونقف نصلي جنبًا إلى جنب في التراويح، وأنتِ يا أمي كعادتكِ المعتادةُ تضعين على قناة مكة المكرمة ” لكي تشاهدي منظرَ الكعبةِ المشرفة والمسلمين يطوفون حولها، من تعبدٍ ودعاءٍ ورجاء ، وأنتِ تدعين لهم ” أنْ يَتقبلَ الله منهم ويُرجعهم إلى أهلِهم سالمين”
فأبشروا بالخيرِ والفرجِ ، وظُنوا بالله الظنَ الحسن، وارفعوا دعواتكم إليه بالسر والعلن،
على أملِ أن تمرَ هذه الأيامُ بسلام.