الكاتبة :- هبة احمد الحجاج
يقول الشاعر “يحدثونك عن المرأة، عن حقيقة نكدها..
تمارسه مضطرة، للدفاع عن كرامتها..
من سطوة الرجل، بالعنف يعاملها..
هي نصفه الثاني، لا مفر منها..
فلا حياة أبدا، إلا بوجوده ووجودها..”
أعجبني بيت القصيد ” تمارسه مضطرة للدفاع عن كرامتها من سطوة الرجل ، بالعنف يعاملها ”
أصبحت المرأة مضطرة أن تتدافع عن كرامتها فقط بسبب سطوة الرجل وتعنيف ، لماذا كل هذا الظلم على المرأة ؟ لماذا كل هذه القسوة ؟ ماذا فعلت ؟ وماذا أذنبت ؟ ما الذي يجري ؟
أليست المرأة “أمك” التي حملتك في رحمها تسعة أشهر بالرغم من الألم والتعب والدليل قوله تعالى ” وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ”
وتفسير هذه الآيه الكريمة ” مشقة على مشقة، فلا تزال تلاقي المشاق، من حين يكون نطفة، من الوحم، والمرض، والضعف، والثقل، وتغير الحال، ثم وجع الولادة، ذلك الوجع الشديد.
ورغم معرفتها بذلك عن الألم والضعف والثقل ، تراها أكثر الناس فرحًا وإبتهاجا عندما تبشر أنها ” حامل ” تبني عليك الأحلام والآمال والطموحات ، تكون أنت سند والقوة لها بعد الله عز وجل .
وتاتي أنت وللأسف تهدم هذه الطموحات والآمال وترمي بكل أوجاعها وألامها بعرض الحائط ، وتضع قدمًا على قدم وتقول ” من هي المرأة ” حتى تكون ، حتى تقول ، حتى تصبح .
لا أعلم ماذا أقول لك إذا أنت من هذه العقول الساذجة ، لا أعلم كيف سأتكلم لكِ عن أختك ، لأن أمك التي أوجدتك في هذه الحياة ، لم تحترمها كامرأة هل ستحترم أختك ولكن سأطبق قوله تعالى {فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى”
أتعلم قصة أخت سيدنا موسى ، يقول تعالى (وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)ا
“الفتاة البارة بأمها المؤمنة التي وقفت بجوار أمها حينما وضعت وليدها وكانت لأمها العين البصيرة وصاحبة البصر الثاقب التي لم تغفل عن أخيها لحظة واحدة حينما التقطه آل فرعون ، ظلت أخت موسى تتبع أُثر أخيها الساعات الطوال فالتزمت جانب الحكمة، وأخذت بالأسباب، واستعانت بالله على تحقيق مطلبها”
نعم هذه الأخت التي هي نفسها المرأة التي تعمل كل ما بوسعها لكي يبقى أخاها سندها ومصدر قوتها في هذه الحياة مطمئن ويعيش بالسلام ، وتتمنى أن يمسسها المكروه بدل عنه ، وتقول في نفسها إن يمسسني مكروه لا يهم المهم أخي ” سندي وقوتي وكل شي في الحياة ” لا يمسه نسمه هواء .
قد تخرج أختك إلى بيت زوجها ولكن تأكد تبقى عينها على بيتها وعينها الأخرى على بيت أهلها .
الأخت إن شعرت بالخوف ” تهدد وتتوعد بالأخ ” الرجل ” وحتى إن وقعت لا إراديا تخرج من فمها كلمة ” اااخ ”
كم هي مسكينة هذه المرأة ” الأخت ” لا تعلم عندما يجلس هذا الرجل وهو يرتشف فنجان القهوة يتحدث عنها بكل سذاجة وسخرية ” نسوان صغيرات عقل ”
نعم صحيح على رأيك ” نسوان صغيرات عقل ” هل زوجتك وشريكة حياتك أيضا ” صغيرة عقل ” لكن لماذا؟ هل لأنها تركت بيت أبيها الذي لطالما تعودت فيه على دلال والعز ، قد تكون في بيتِ أبيها لم تضع المقالة على الغاز وعلى قولتنا ” ما بتعرف تقلي بيضة ” ، لكن في بيتك أصبحت تتقن الطبخ ، لكي تأتي إلى بيتك تتذوق أشهى المأكولات ولكي يبقى جسمك صحي ويكابد تعب العمل ، ناهيك عن ترتيب المنزل وتنظيف ومتابعة أطفالها الذين هم أطفالك من ناحية صحية ، تعليمة والأخلاقية و و ….. إلى الخ.
وتاتي انت وتقف أمامها وتنظر إلى عينيها وتقول لها ” إنتي شو بتعملي قاعده بالبيت ”
هذا من ناحية ربة المنزل ، كيف المرأة العاملة التي تخرج معك كل يوم وقد يكون كتفك ملاصق لكفتها وقد تسبقك بخطوة ، حتى توصل الأطفال إلى باص المدرسة وعندما تغرب شمس هذا اليوم تعود لتمارس أعمالها المنزلية التي أصبحت من واجباتها الرسمية لأنها ” امرأة ” أما أنت ترجع وتاخذ قيلولة إلى أن يجهز غذاءك .
كل هذه الأعمال التي تقوم بها ” المرأة ” وتقول عنها “صغيرة عقل ” كيف لو أصبحت بالعقل الكامل ، لله درك أيتها المرأة .
قال رسول الله صلى عليه وسلم “النساء شقائق الرجال ”
“أي نظائرهم وأمثالهم كأنهن شُققن منهم؛ أنهن مستويات مع الرجال في الكرامة الإنسانية، أما الحقوق والواجبات فموزعة بحسب فطرة الله التي فطر كلاً من الرجال والنساء عليها لتتم عِمارة الكون.”
يا معشر الرجال انتم منهم وهن منكم ، أنتم ” الأب والأخ والزوج والابن ، وهن ” الأم والأخت والزوج والابنة ”
فنصيحة للرجال الذين يظلمون نساءهم، أتقوا الله فيهن، وإذا أنت قد نسيت ما تفعله فالصحف التي تسجل عليك لا يمحى منها شيء، وستجده أمامك غداً لذلك إتق الله.