الحمد لله على 2020
هبة أحمد الحجاج
قد يتبادرُ إلى ذهنكَ بسبب عنوانِ المقال ” أن تحمدَ الله على السراءِ والضراءِ ، وبما أننا في سنة 2020 هنا أقصد ، الحمد في الضراء ، امتثالاً لأمر رَسولِنا الكريم ، عَنْ أبي يَحْيَى صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: (عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ) .رواه مسلم.
سنة 2020 ، هُنالك من أطلقوا عليها سنةَ الجنون ، لأن ما حدثَ فيها لم يَستوعبهُ العقل البشري ، فجأةً تغيّر كلُ شيء، كل دولِ العالمِ أصبحتْ كما يَصِفُها البعض “مُدنُ أشباح” ، الحدائقُ والشوارعُ فارغةً ، الحياةُ شِبهُ منعدمة ، وكل ما كان في وقتٍ سابقٍ روتينًا يوميًا للحياةِ اختفى.
بسببِ هذا الفيروسِ اللّعين ،انقلبت حياتُنا رأساً على عقب منذُ انتشارِ كورونا (كوفيد-19) حولَ العالم.
أدى إلى إغلاقِ المطاراتِ، والخطوطِ الجوية، والسككُ الحديديةُ تُقطع، والمدارسُ والجامعاتُ تُقفِل أبوابها، والشركاتُ تَوقفت … إلخ.
فَرضتْ بعضُ الدول حظرَ التجول الإجباري، وأصبحنا حبيسي المنازل، لحمايةِ أنفسنا والمجتمع، والعالم رَفعَ الشعار ولوح فيهِ في الأُفقِ عاليًا ” خليك بالبيت لِتكنْ في مأمنٍ من غدر الكورونا ” .
وبعد ما عَددتُ ما فعلت بنا 2020 فأنت متأكد أنني أردتُ بالحمد الله على 2020 من ناحيةِ ” الضراء”، لا بل أصبح لديكَ إيقانٌ تام ، لكِنني أعتذرُ منكَ وأقول لكَ للأسف ، لم أكنْ أُريد
“الضراء” بل الحمد الله على سنة 2020 ، من ناحيةِ ” السراء”، قد تُذهلُ وتستغرب وتقولُ لي ” كيف ذلك؟ بعدما فعلتْ بنا هذه الأفعال ، وسرقتْ مِنا روتينَنا اليومي ، تقولُ لي ذلك؟”
سأجيبك ” نعم وبكلِ تأكيد ” في سنة 2020 ، تَقديرُ العلاقاتِ الإجتماعية ، تَقديرَ الطبيعةِ والحركة، استعمالٌ أفضل لشبكاتِ التواصل الإجتماعي ، والكثير الكثير من الفوائد والتي بلا شك لمستها على المُستوى الشخصي لك .
وحتى أُثبت لك أن سنة 2020، ليستْ بذلكَ السوء ، حيث أن هناك خيرٌ في كل شر، لا أحد يعرفه إلا الله.
هذه رسالة إلى “الناس المنزعجة من 2020 وتشعر أنها نهاية العالم”، عليها ان تقرأ هذا المقال، “تخيل أنك وُلدتَ سنة ١٩٠٠”.
مقالة أكثر من رائعة ( وصادمة ! ) لستيفن هودجسون
نقلها : د. مايكل هول ، ترجمة : مصطفي محسن
(ربما ظروفنا ليست بهذا السوء
لكن تخيل أنك وُلدتَ في عام ١٩٠٠.
في عيد ميلادك الرابع عشر، تبدأ الحرب العالمية الأولى،
وتنتهي في عيد ميلادك الثامن عشر.
٢٢ مليون شخصاً يموتون في تلك الحرب،
في وقتٍ لاحق من ذلك العام.
تضربُ جائحة الإنفلونزا الإسبانية الكوكب،
وتستمرُ حتى عيدِ ميلادكَ العشرين،
في هذين العامين يموت ٥٠ مليون شخص.
في عيد ميلادك التاسع والعشرين، يبدأ الكساد العظيم،
تصل البطالة إلى ٢٥٪، وينخفض الناتج الإجمالي العالمي بنسبة ٢٧٪، ويستمر ذلك حتى تبلغ من العمر ٣٣ عاماً.
الولايات المتحدة توشك على الإنهيار ، ومعها الإقتصاد العالمي.
ما بين عيدَي ميلادك التاسع والثلاثين والخامس والأربعين
يموت ٧٥ مليون شخص في الحرب العالمية الثانية.
وفي هذه الأثناء ، و حتى عامك الأربعين،
قتلَ وباءَ الجدري ٣٠٠ مليون شخص.
وفي سن الخمسين تبدأ الحرب الكورية، يهلك ٥ ملايين.
ومنذ ولادتك حتى سن الخامسة والخمسين؛ كانت المجتمعات تعيش الخوف من مرض شلل الأطفال،
والكوليرا، والملاريا، والجدري، وحمى التيفوئيد.
فتشاهد أصدقاءك وأصدقاء عائلتك يصابون بالشلل أو الموت بسببه.
في سن الخامسة والخمسين تبدأ حرب فيتنام
ولا تنتهي لمدة ٢٠ عاماً يموت فيها ٤ ملايين.
وفي أثناء الحرب الباردة، تعيش كل يوم خوفاً من الإبادة النووية.
فكر في كل من ولد على هذا الكوكب عام ١٩٠٠،
كيف تحملوا كل ذلك ؟!
آباؤك وأجدادك طُلب منهم احتمال جميع ما سبق
أما أنت فكُلُ ما طُلب منك:
” أن تجلس في بيتك على أريكتك !”) .
وعلى رأي المثل ” من شاف مصيبة غيره هانت عليه مصيبته”
والآن، ما رأيك في 2020؟ هل هي سيئة كسوء 1900 أم ماذا ؟!
أعجبتني مقولة الفرد ويتني جريسولد:
“على مدى التاريخ ، كان السلاح الوحيد دائماً لمحاربة فكرةٍ سيئة هو فكرةٌ أفضل منها”.