الكاتبة:- هبة احمد الحجاج
حاسة السمع !! كلنا نحمد الله ونشكره على هذة الحاسة الرائعة لأنها تشعرنا أننا مع هذا الكون بأقواله بمصطلحاته بالتعابيره بمقاصده الفكرية قبل اللغوية وهي وسيلة تساعدنا على التواصل مع الآخرين ، لكنها في وقت معين في لحظة زمنية وكأنها ساعة معلقة على جدار حائط قديم تدق لتعلن على أنه أصبح الوقت في منتصف الليل ولكن هذه حاسة تدق لتقول أصبح الكلام يجرح في منتصف القلب وكأنها أداة حادة تغرس وتغرس في هذا القلب ، في هذه لحظة أنا أتمنى أن أفقد هذه الحاسة ، لأنني إذا لم أفقد هذه الحاسة في لحظات الكلام الجارح سأفقد قلبي سأفقد شعوري وقد أفقد أيضا هؤلاء الأشخاص .
نعم قد أفقدهم مهما كانت صلة القرابة ، تعجبني أقوال نجيب محفوظ ومنها حين كتب هذه المقولة
” لا تخبروني عمن يكرهني أو يتكلم عني،أتركوني أحب الجميع، وأظن أن الجميع يحبني…الحياة والعلاقات
تنتظم بالتغاضي، وتنسجم بالتراضي،وتنهدمُ بالتدقيق، وتنتهي بالتحقيق!…”
نعم هذا إحساس الحياة وتعايش فيها ولأجلها ، من منا لم يسمع كلاما جارح من بعيد أو حتى قريب وياليتها أكتفت بالغريب لواسينا أنفسنا أنهم أغراب عنا لا يعرفون ولا يفهمونا ولا نلوم عليها ومن هم حتى نغضب لأجلهم ولكن القريب ماذا تفعل به ؟ ليس من نفس العشيرة أليس من نفس الدم وقد يكون من نفس الرحم ، هنا قد يكونوا حكموا على قلبك وعواطفك بالإعدام أو بالمؤبد فتصبح إنسان بلا أحساسيس ومشاعر لأنك إنسان مكسور مهزوز من الداخل .
لهذه كنت أريد أن أمد ً يدي لمساعدتك وعندما تتدق ساعة ” الكلام جارح ” وجب عليك الإستغناء عن حاسة سمعك ، ضع سماعات وأبدا بالغناء أو غادر المكان ، أركض أركض بأقصى ما لديك قم بفعل أي شي لكن لا ُتسمع أذنك أو حتى بلأصح لا يسمع قلبك أجعل قلبك أطرش حتى يبقى يحب .
حاسة السمع في عصرنا هذه نقمة ونادرة ما تكون نعمة ، لأننا نفتقد لكلام التشجيع والإطراء والدفع إلى الأمام بل أصبح كلامنا التبويخ وقلة القيمة والإحباط والكثير من المشاعر السلبية، فتعامل مع حاسة سمعك كالعجوز في منتصف التسعينات يضع سماعة الأذن عندما يريد فقط أن يسمع أما عندما لا يريد ينزعها ويضعها جانبا ويصبح أصم لو تكلم كل العالم بإسره عليه يبتسم لهم ظانا منه أنهم يحمدونه ويتكلمون عليه بالحسنى .
وعلى رأي الشاعر
يا قَومُ أُذْني لِبَعضِ الحَيِّ عاشِقَةٌ — وَالأُذنُ تَعشَقُ قَبلَ العَينِ أَحيانا
قالوا بِمَن لا تَرى تَهذي فَقُلتُ لَهُم — الأُذنُ كَالعَينِ تُؤتي القَلب ما كانا
<head><script async src="https://pagead2.googlesyndication.com/pagead/js/adsbygoogle.js?client=ca-pub-3722184879906200" crossorigin="anonymous"></script></head>